الأسرة والامتحانات ..أمل وعمل
د. إبراهيم محمد باداود
السبت 04/01/2014
صحيفة المدينة
غداً تبدأ الامتحانات الفصلية في المدارس وكالعادة تعيش المنازل حالة طوارىء خاصة بهذه الفترة فمن المعروف أن بعض الطلبة والطالبات لايهتم كثيراً بالدراسة الجادة طوال العام ولايتذكر أهمية المراجعة إلا في فترة الامتحانات وأحياناً قبل الإمتحان بيوم ، فيحاولون استدراك مافاتهم فتراهم ينعزلون أو يبحثون عن حلول سواء بالمذاكرة مع صديق أو البحث عن مذكرات مختصرة والسهرللحفظ ، وهنا يبدأ القلق والخوف يتسرب إلى قلوبهم ويظهر مايسمى شبح الامتحانات .
هناك دور كبير يقع على الوالدين خلال هذه الأيام ، فهم مسؤولون في الدرجة الأولى عن توفير المناخ المناسب في المنزل للمراجعة والتأكيد على إبعاد شبح الرعب والقلق الذي قد يسيطر على بعض الأبناء خلال هذه الفترة فعادة مانسمع منهم بعدم القدرة على التركيز أو القدرة على الحفظ ، ويجب علينا هنا أن نهتم بالظروف النفسية وتشجيعهم وزرع الثقة في أنفسهم وتوفير الهدوء والبيئة المحفزة للمذاكرة إضافة إلى الحرص على تزويد الأبناء بالأغذية والوجبات المناسبة ومساعدتهم على تنظيم أوقاتهم لتوفير وقت للمذاكرة وآخر للراحة ، كما يجب مساعدتهم في حالة عدم وضوح أي معلومة بالنسبة لهم .
بعض الأسر تحرص على التعنيف والضغط على المذاكرة وتهديد الأبناء وإشعارهم بالذنب واتهامهم بالبلادة ومنعهم من التلفزيون وسحب أجهزة الإتصالات وحبسهم في المنزل ومعاقبتهم وكل ماسبق يزيد الأمر سوءاً فدور الأسرة في هذه الأوقات يأتي في التوازن والتشجيع والبعد عن القلق وممارسة الحياة بشكل طبيعي وكان الأولى أن تأتي تلك الجدية منهم بداية العام وليس الآن .
يجب أن يحرص الأبناء على البعد عن التوتر والقلق وزيادة الثقة في النفس وعدم الاستسلام والتفاؤل والبعد عن الوسوسة ، والحرص على تلخيص الدروس ومعرفة أهم المعلومات ومراجعتها بشكل منظم غير عشوائي وبصورة إيجابية وليست سلبية ويمكن الإستعانة بالوالدين أو الإخوة أو الأصدقاء في المراجعة كما يجب وضع جدول زمني واضح لهذه المراجعة والالتزام به حتى لايضيع الوقت كما يمكن النظر في بعض الأسئلة لامتحانات سابقة والتدرب عليها .
قبل كل ذلك وبعده على الأبناء أن يتوكلوا على الله وأن يكونوا أمناء ، متمنين لهم التوفيق والسداد.